حكم علم الحرف والعدد والوفق والادلة الواردة عليه
من الأدلة الكثيرة والاحاديث الواردة في هذا السياق:
الصحابىّ عبد الله بن مسعود :
نقل القرطبى فى كتابه التذكره / باب منه في المهدي ومن أين يخرج و في علامة خروجه و أنه يبايع مرتين و يقاتل السفياني و يقتله : فإنه روي من حديث ابن مسعود و غيره من الصحابة أنه يخرج في آخر الزمان من المغرب الأقصى يمشي النصر بين يديه أربعين ميلاً راياته بيض و صفر فيها رقوم فيها اسم الله الأعظم مكتوب : فلا تُهزم له راية . إنتهى ، فقول سيدنا إبن مسعود فى وصف رايات المهدى : ( فيها رقوم فيها إسم الله الأعظم مكتوب ) فيه معرفة الصحابه بأنَّ هُنالك عِلم أرقام وأنهُ علم مذكور منذ زمان الصحابه ، وفيه جواز كتابة أسماء الله عزّ وجلّ بالأرقام كما يفعله الصوفيه فى خواتيمهم فأفهم تغنم .
2/ أبى العاليه رُفَيعُ بن مِهران الرِّياحِيّ البصريّ المتوفى 90 أو 93 هـ :
قال عنه الذهبى عندما ترجم له فى سيره : الإمام المقرئ الحافظ المفسّر أبو العالية الرياحي البصري أحد الأعلام أدرك زمان النبي e وهو شاب وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق ودخل عليه وسمع من عمر وعلي وأبي وأبي ذر وابن مسعود وعائشة وأبي موسى وأبي أيوب وإبن عباس وزيد بن ثابت وحَفـّظ القـُرآن وقرأه على أبي بن كعب وتصدر لإفادة العلم وبَعُدَّ صيته ..إنتهى
جاء فى تفسير إبن كثير فى تفسير (الم) أول البقره : وقال أبو جعفر الرّازي ، عن الرّبيع بن أنس ، عن أبي العالية في قوله تعالى : { الم } قال : هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفًا دارت فيها الألسن كلها ، ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه ، وليس منها حرف إلا وهو سلام ، وعَجب ، فقال : وأعْجَب أنهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه ، فكيف يكفرون به ؛ فالألف مفتاح اسم الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف ، والميم مفتاح اسمه مجيد ، فالألف آلاء الله ، واللام لطف الله ، والميم مجد الله ، والألف سنة ، واللام ثلاثون سنة ، والميم أربعون سنة ، هذا لفظ ابن أبي حاتم. ونحوه رواه ابن جرير .((( قلت يعنى الطبرى فى تفسيره ))).
3/ التابعىَّ محمد بن سيرين المتوفى 110هـ :
جاء فى كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين / الطبعه المُنقحه / تقديم رئيس جمعية أهل القرآن والسنه على أحمد عبد العال الطهطاوى / آخر الباب 34 فى الوحش والسباع : حكى أنَّ إمرأه أتت إبن سيرين فقالت : رأيت سنوراً (( قط )) أدخل رأسه فى بطن زوجى ، فأخرج منه شيئاً فأكله ، فقال لها : لئن صدقت رؤياك ليدخُلـّن الليله حانوت زوجك لِصٌ زُنجىّ ، وليسرقنَّ منه 316 درهماً ، فكان الأمر على ما قال سواء ‘ وكان فى جوارهم حمامى زنجى فأخذوه فطالبوه بالسرقه فأسترجعوها منه ، فقيل لإبن سيرين : كيف عرفت ذلك ؟ ومن أين إستنبطه ؟ قال:السنور لص ، والبطن الخِزانه ، وذلك ( أى المبلغ المسروق) السين ستون ، والنون خمسون ، والواو سته ، والراْء مئتين ، فهذه مجموع السنور. إنتهى
فراجع المجموع مع ماذكرناه لك من ترقيم الحروف فى فصل طرفٌ من علم الحرف تجده مطابقاً وتيقن أن هذه الكيفيه من الإستخدام الصوفى للأرقام موروثه عن التابعين الذين لابد ورثوها عن الصحابه فأفهم تغنم .
الإمام المفسر الطبرى يقول بأن من معانى الحروف المقطعه فى القران حساب الجمل قلت وهو علم الحرف : قال الطبرى فى تفسير أول البقره (الم) : والصوابُ في تأويل ذلك عندي ((( أى معنى الحروف المقطعه أول السور ))) : أنّ كلّ حرف منه يحوي ما قاله الربيع ((( وهو المذكور آنفاً عن أبى العاليه فى تفسير معنى أول البقره (ألم)، والذى فيه أنَّ : الألف سنةٌ ، واللام ثلاثون سنة ، والميم أربعون سنة ))) ، وما قاله سائر المفسرين غيرُه فيه - سوى ما ذكرتُ من القول عَمَّن ذكرت عنه من أهل العربية : أنهّ كان يوجِّه تأويلَ ذلك إلى أنّه حروف هجاء ، استُغني . إنتهى ماأردنا نقله من الطبرى .
وبهذا تعلم أخى المُسلم أنَّ الإ‘مام المُفسّر الطبرى ممن يقولون بصِحة التعامل بعلم الحرف وحساب الجُمل وأنه من علوم القرآن ومشائخنا السادة الصوفيه على ما ذهب إليه فأفهم تغنم وإياك والمتنطعين .
قلت وقال الماوردى فى كتابه النكت أنَّ من معانى الحروف المُقطعه أول السور أنها حروف من حساب الجمل ثم أورد حديث أبو ياسر بن أخطب السالِف ، وأوردَّ ذلك الإمام العز بن عبد السلام فى إختصار النكت ولم يعترض عليه فيكون ذلك إقراراً منه بجواز كون حساب الجُمل من أحد التفاسير للحروف المُقطعه فأفهم تغنم .
حديث حساب الجُمل :
أورد الطبرى فى تفسير أول البقره (الم) : وأحتجوا لقولهم ذلك أيضا بما : حدثنا به محمد بن حُميد الرازي ، قال : حدثنا سَلَمة بن الفضل ، قال : حدثني محمد بن إسحاق ، قال : حدثني الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، عن جابر بن عبد الله بن رئاب ، قال : مرَّ أبو ياسر بن أخْطب برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يتلو فاتحة سورة البقرة : ( ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ ) ، فأتى أخاه حُييّ بن أخطب من يهود فقال : تعلمون والله ، لقد سمعتُ محمدًا يتلو فيما أنزل الله عز وجل عليه ( الم ذَلِكَ الْكِتَابُ ) فقالوا : أنت سمعته ؟ قال : نعم! قال : فمشى حُيَيُّ بن أخطب في أولئك النَّفر من يهودَ إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقالوا : يا محمد ، ألم يذكر لنا أنك تتلو فيما أنزل عليك " ألم ذلك الكتاب " ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بلى ، فقالوا : أجاءك بهذا جبريلُ من عند الله ؟ قال : نعم ! قالوا : لقد بعث الله جل ثناؤه قبلك أنبياء ، ما نعلمه بيَّن لنبيّ منهم ، ما مدَّة ملكه وما أكل أمَّته غيرَك ! فقال : حُييّ بن أخطب ، وأقبلَ على من كان معه فقال لهم : الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، فهذه إحدَى وسبعون سنة ، أفتدخلون في دين نَبيّ إنما مدّة مُلكه وأكل أمّته إحدى وسبعون سنة ؟ قال : ثم أقبلَ على رسول الله e ، فقال : يا محمد ، هل مع هذا غيرُه ؟ قال : نعم ! قال : ماذا ؟ قال : (ألمص). قال : هذه أثقلُ وأطولُ ، الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون ، فهذه مائة وإحدى وستون سنة. هل مَع هذا يا محمَّد غيره ؟ قال : نعم ! قال : ماذا ؟ قال : (ألر) ، قال : هذه والله أثقل وأطول ، الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والراء مائتان ، فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة ، فقال : هل مع هذا غيرُه يا محمد ؟ قال : نعم ، (ألمر) ، قال : فهذه والله أثقل وأطولُ ، الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والراء مائتان ، فهذه إحدى وسبعون ومائتا سنة. ثم قال : لقد لبِّس علينا أمرك يا محمَّد ، حتى ما ندري أقليلا أعطيتَ أم كثيرًا ؟ ثم قاموا عنه. فقال أبو ياسر لأخيه حُيي بن أخطب ، ولمن معه من الأحبار : ما يُدْريكم لعلَّه قد جُمع هذا كله لمحمد ، إحدى وسبعون ، وإحدى وستون ومائة ، ومائتان وإحدى وثلاثون ، ومائتان وإحدى وسبعون ، فذلك سبعمائة سنة وأربع وثلاثون ! فقالوا : لقد تشابه علينا أمره ويزعمون أنّ هؤلاء الآيات نزلت فيهم : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) . إنتهى
وحديث أخطب رواه الطبرى بالإسناد المذكور وعلته الكلبى حيث قال إبن كثير فى تفسيره لايُقبل ما تفرد به ، ورواه البخارى فى تاريخه / باب الجيم بعدها العين/ ترجمة جابر بن عبد الله بن رئاب بثلاثه أسانيد الأول : حدثني عمرو بن زرارة قال ثنا زياد قال بن إسحاق حدثني مولى لزيد بن ثابت عن سعيد بن جبير وعكرمة عن عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله أن أبا ياسر بن أخطب مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلو ( ألم ذلك الكتاب ) ....
وزياد فى هذه الروايه هو البكائى ( قاله أحمد شاكر فى تعليقه على تفسير الطبرى ) ، وذكر أنَّ هذه الإسناد صحيح إلى إبن إسحاق ولكن في السند الضعف بجهالة أحد رواته وهو " مولى لزيد بن ثابت" ، قلت وهذه الجهاله أزالها إبن إسحق فى الروايه الثانيه التى أوردَّ إسنادها البخارى بعد هذه الروايه مباشره فقال : قال سلمة حدثني بن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن بن عباس ( ألم ذلك الكتاب ) بطوله
و محمد بن أبي محمد هذا هو مولى زيد إبن ثابت قال إبن حبان فى كتابه الثقات / باب الميم / أتباع التابعين الذين رووا عن التابعين ممن ابتدأ إسمه على الميم : / فذكر فيهم مولى زيد بن ثابت / فقال : محمد بن أبى محمد مولى زيد بن ثابت الأنصاري يروى عن سعيد بن جبير وعكرمة روى عنه بن إسحاق .إنتهى ، قلت وذكره البخارى فى تاريخه الكبير / باب الميم : بإسناد عن عكرمه وسعيد بن جبير ولم يذكر فيه جرحاً.
وسلمه الذى روى عن إبن إسحق عن محمد بن أبي محمد (مولى زيد بن ثابت) هو : سلمة بن الفضل الأبرش الأنصاري مولاهم قاضي الريّ وهو مُختلفٌ فيه فممن وثقه وقبل حديثه :
1/ إبن معين : ثقة كتبنا عنه كتب مغازيه أتم ، ليس في الكتب أتم من كتابه ، وقال الدوري عن بن معين كتبنا عنه وليس به بأس وكان يتشيع .
2/ قال علي الهسنجاني عن بن معين سمعت جريراً يقول ليس من لدن بغداد إلى أن يبلغ خراسان أثبت في بن إسحاق من سلمة .
3/ قال بن سعد كان ثقة صدوقاً وهو صاحب مغازي بن إسحاق روى عنه المبتدأ والمغازي وكان يقال أنه من أخشع الناس في صلاته .
4/ وذكره إبن حبان في الثقات وقال يخطىء ويخالف .
5/ قال الآجري عن أبي داود ثقة .
6/ روى له الترمذى فى سننه حديث وضؤ النبى صلى الله عليه وسلم لكل صلاه بإسناد : حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم وقال : حسن غريب ، مما يفيد توثيق الترمذى له .
7/ ذكر بن خلفون أن أحمد سئل عنه فقال لا أعلم إلا خيراً .
8/ قال بن عدي عنده غرائب وأفراد ولم أجد في حديثه حديثاً قد جاوز الحد في الإنكار وأحاديثه متقاربة محتملة .
9/ وقال الحافظ إبن حجر فى تقريب التهذيب / ترجمة الأبرش : صدوق كثير الخطأ .
10/ قال أحمد محمد شاكر فى تعليقه على الحديث فى تفسير الطبرى شرح (ألم) : وأنا أذهب إلى توثيق سلمة بن الفضل ، فقد وثقه ابن معين ، فيما رواه ابن أبي حاتم في كتابه ، وله عنده ترجمة جيدة وافية 2/1/168 - 169 . وروى أيضًا عن جرير ، قال : " ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق - من سلمة بن الفضل " . وقد رجحت توثيقه أيضًا في شرح المسند : 886.
وضعفه وأتهمه :
1/ قال البخارى عنده مناكير 2/ وقال على المدائنى ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديثه .
3/ قال أبو زرعة سمعت غير مرة إبراهيم بن موسى أشار أبو زرعة إلى لسانه يري الكذب .
4/ قال بن عدي عن البخاري ضعفه إسحاق 5/ قال بن عدي قال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم .إنتهى ، وكل الاقوال المذكوره عن الأبرش تجدها فى تهذيب التهذيب لإبن حجر العسقلانى عند ترجمته له .
قلت وقد صنف ابن حجر الابرش بصدوق كثير الخطأ وقد روى الخبر عن ابن اسحق زياد البكائى كما أورد البخارى فى تاريخه فيؤخذ من ذلك صحة رواية سلمه لموافقة زياد له وأسانيد الحديث الثلاثه يشد بعضها بعض ويجبر بعضها بعضاً .
وبهذا تعلم جواز القول بصحة إسناد الروايه ويتضح لك ما عليه السادة الصوفيه من الإتباع وأن من شانهم بإستخدام علم الحرف ما كان ذلك منه إلا لِقلت إطلاعه أو تحامله أو تعصبه لهواه فأفهم تغنم
الحروف المقطعه وجواز كتابتها وأنَّ ذلك قول الصحابه وفعل العرب من قديم
مثال لذلك :
ب ط د
ز هـ ج
و ا ح
وأنكّر البعض وشدد فى إنكار ما يكتبه السادة الصوفيه على خواتمهم من حروف مُقطعه كالمذكور فى الجدول السابق ، فأعلم أخى أنهُ قد يُرّاد بذلك :
1/ قد يُراد بكل حرف إسم من أسماء الله مثال : ( ب ويراد بها بر ، ط ، ويراد بها طاهر .... ونحو ذلك ) وذلك مما لا تمنعه الشريعه وليست السادة الصفيه مبتدعين لهذه الطريقه بل هم أيضاً متبعين وارثين ناقلين عن السلف الصالحين :
أ/ الصحابى عبد الله بن عباس وجماعه من الصحابه رضىَّ الله عنهما يقولون بأنَّ الحرف يُرمز به لإسم من أسماء الله تعالى : جاء فى تفسيره القرطبى الجامع لأحكام القـُرآن عند تفسيره لسورة البقره الآيه الأولى ( الم ) فقال فى معنى ( الم ) : وقال جماعة : هي حروف دالة على أسماء أخذت منها وحُذفت بقيتها ، كقول ابن عباس وغيره : الألف من الله ، واللام من جبريل ، والميم من محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل : الألف مفتاح اسمه الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف ، والميم مفتاح اسمه مجيد. وروى أبو الضحى عن ابن عباس في قوله : {الم} قال : أنا الله أعلم ، {الر} أنا الله أرى ، {المص} أنا الله أفصل. فالألف تؤدي عن معنى أنا ، واللام تؤدي عن اسم الله ، والميم تؤدي عن معنى أعلم. واختار هذا القول الزجاج وقال : اذهب إلى أن كل حرف منها يؤدي عن معنى .
ب/ الصحابى عبد الله بن مسعود ، وجمعٌ من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ، والتابعى سعيد بن جبير يقولون بأنَّه قد يُكتب الحرف ويُراد به إسم الله : وقال الطبرى فى تفسيره عند شرح ( ألم ) : وقال بعضهم : هو حُرُوف مقطَّعةٌ من أسماء وأفعالٍ ، كلُّ حرف من ذلك لمعنى غير معنى الحرف الآخر . .
* ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع - وحدثنا سفيان بن وكيع قال : حدثنا أبي عن شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي الضُّحَى ، عن ابن عباس : " ألم " قال : أنا الله أعلم .
وقال : حُدِّثتُ عن أبي عُبيد ، قال : حدثنا أبو اليقظان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، قال : قوله : " ألم " ، قال : أنا الله أعلم . .
ــ وذكر الطبرى بإسناده : عن ابن عباس - وعن مُرَّة الهمداني ، عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم : " ألم " قال : أما " ألم " فهو حَرف اشتُقَّ من حروف هجاء أسماء الله جل ثناؤه . إنتهى
2/ قد يُراد بالحروف المُقطعه إسم الله الأعظم وتكون كتابته بهذه الكيفيه المُبهمه لحفظه عن السفهاء فهو مما لاينبغى تعليمه لغير أهله ، وللسادةِ الصوفيه فى ذلك مستند مِن أقوال السلف الصالحين أمثال:
الصحابى عبد الله بن عباس رضىَّ الله عنهما ، وسالم بن عبدالله ، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدى ، والشعبى يقولون أنَّ الحروف المُقطعه قد يُرمّز بها إلى إسم الله الأعظم : جاء فى تفسير إبن كثير : وقيل ( أى الحروف التى فى أول السور) : هي اسم من أسماء الله تعالى. فقال الشعبي : فواتح السور من أسماء الله تعالى ، وكذلك قال سالم بن عبد الله ، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير ، وقال شعبة عن السدي : بلغني أن ابن عباس قال : (الم) اسم من أسماء الله الأعظم. هكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث شعبة ، ورواه ابن جرير عن بُنْدَار ، عن ابن مَهْدِي ، عن شعبة ، قال : سألت السدي عن حم وطس والم ، فقال : قال ابن عباس : هي اسم الله الأعظم .
ج/ العرب يستخدمون الحروف المقطعه نظماً : قال القرطبى فى تفسيره عند تفسير أول البقره (الم) : وقد تكلمت العرب بالحروف المقطعة نظماً لها ووضعاً بدل الكلمات التي الحروف منها ، كقوله : .
فقلت لها قفي فقالت قاف
أراد : قالت وقفت.
وقال زهير :
بالخير خيرات وإن شراً فا ... ولا أريد الشر إلا أن تا
أراد : وإن شراً فشر. وأراد : إلا أن تشاء.
وقال آخر :
نادوهم ألا الجموا ألا تا ... قالوا جميعا كلهم ألا فا .
أراد : ألا تركبون ، قالوا : ألا فاركبوا.
وفي الحديث : "من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة" قال شقيق : هو أن يقول في أقتل : أقْ ، كما قال عليه السلام "كفى بالسيف شا" معناه : شافيا. إنتهى
.
وبهذا تعلم أخى المسلم وتتيقن بأن السادة الصوفيه عندما يكتبون حرف (أ) ويريدون به الله ، أو (ف) ويريدون به الفرد ونحو ذلك ، أو يرمزون لإسم الله الأعظم بحرفٍ أو رمز ، أو يكتبون 66 ويُريدون بها الله ، إلى غير ذلك لايُنكّر عليهم فإنهم فى ذلك مُقتدين بالصحابه كسيدنا إبن عباس ، وإبن مسعود والجمع من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضى الله عنهم أجمعين ، وبالعُلماء كسعيد بن جبير ، و السُّدِّي ، والشعبى ، وإسماعيل بن عبد الرحمن ، والزجّاج عليهم الرحمه وغيرهم فهم فى فعلهم سلفيين فأفهم تغنم ودعك من أدعياء السلفيه .
عُلماء ألفوا فى عِلم الحرف
ولتعلم أنَّ علم الحروف من علوم الأمه الإسلاميه التى ألف فيها عُلماء الأمه إليك ما أوردَّ جاجىّ خليفه فى كتابه كشف الظنون المختص بسرد ما أُلف الساده عُلماء الإسلام كما خصهم فى مُقدمته من كتب فى كل موضوع أو قسم من أقسام التأليف ، أورد فى باب علم الحروف والأسماء ماألفه العلماء فى علم الحرف فسردَّ تتابعاً بعد أن قال : والكتب المصنفة في هذا العلم كثيرة جدا :
1/ أزهار الآفاق 2/ اسا العلوم والمعاني 3/أسرار الحروف 4/ الاسرار الشافية الروحانية 5/ الإشارة المعنوية 6/ إظهار الرموز 7/ إكسير الأسماء 8/ ألواح الذهب 9/ الإيماء إلى علم الأسماء 10/ الباقيات الصالحات 11/ بحر الفوائد الحرفية 12/ بحر الوقوف 13/ بدر رياض المعارف 14/ برقية الأنوار 15/ البرقية الربانية 16/ البرقية النورانية 17/ بروق الأنوار 18/ بغية الطالب 19/ البهاء الامجد 20/ بهجة السرار 21/ بهجة الآفاق 22/ بيان المغنم 23/ التعليقة الكبرى 24/ تمييز الصرف 25/ تنزيل الأرواح 26/ التوسلات الكتابية 27/ تيسير العرف 28/ تيسير المطالب 29/ جامع اللطائف 30/ جنة الأسماء 31/ الجواهر الخمس 32/ الحائز للعون الناجز 33/ حدائق الأسماء 34/ حديقة الاحداق 35/ الحديقة السندسية 36/ الحرز الاسني 37/ حرز الأقسام 38/ حرز الأمان 39/ الحروف الوضعية 40/ حقائق الحروف 41/ الحقائق السبوحية 42/ حل رموز الأسماء 43/ حل الرموز 44/ حلة الكمال 45/ خافية افلاطون وجعفر الصادق وهرمس 46/ خواص الاسرار 47/ خواص الأسماء 48/ خواص القرآن 49/ الخواطر السوانح 50/ الدر المنظم 51/ الدر المنظوم 52/ درة الاسرار 53/ درة الآفاق 54/ درة تاج السعادة 55/ درة فنون الكتاب 56/ درة المعارف 57/ الدرة الناصعة 58/ الرسالة اللاهوتية 59/ رسالة الخفاء 60/ الرمز الأعظم 61/ رمز الحقائق 62/ رموز دلكشا 63/ روض الاسرار 64/ روض المعارف 65/ روضة الاسرار 66/ روضة الأنوار 67/ زبدة المصنفات 68/ سر الصرف 69/ سجل الأرواح 70/ سجنجل الأرواح 71/ سجنجل الجمال 72/ السر الابجدي 73/ سر الاسرار 74/ السر الاسني 75/ السر الافخر 76/ سر الانس 77/ السر الجامع 78/ سر الجمال 79/ السر الخفي 80/ السر الرباني 81/ سر السعادة 82/ سر الصون 83/ السر الغامض 84/ السر الفاخر 86/ السر المصون 86/ السر المكتوم 87/ السعد الأكبر 88/ سفر إبراهيم عليه السلام 89/ سفر إدريس عليه السلام 90/ سفر آدم عليه السلام 91/ سفر ارميا 92/ سفر الخفايا 93/ سفر ذي القرنين 94/ سفر شيث 95/ السفر المستقيم 96/ سفر نوح عليه السلام 97/ سواطع الأنوار 98/ سن الاسرار 99/ شرف التشكيلات 100/ شفاء الصدور 101/ شمس الأرواح 102/ شمس الاسرار 103/ شمس الآفاق 104/ شمس الجمال 105/ شمس الرقوم 106/ شمس لطائف الأسماء 107/ شمس مطالع القلوب 108/ شمس المعارف 109/ الشمس المنيرة 100/ شمس الواصلين 111/ شمس الوصال 112/ الصراط المستقيم 113/ طلسم الأرواح 114/ طبيعت نامه 115/ طلسم الاسرار 116/ طلسم الاشباح 117/ الطلسم المصون 118/ عجائب الاتفاق 119/ عجائب الأسماء 120/ العقد المنظوم 121/ العلم الأكبر 122/ علم الهدى 123/ العلم الاسني 124/ عيون الحقائق 125/ غاية الآمال 126/ غايةالحكيم الغاية القصوى 127/ غاية المنغم 128/ فتح الكنوز الحرفية 129/ فخر السماء 130/ فرح نامه 131/ فصول سبعة 132/ فصول عشرة 133/ فك الرموز 134/ فلك السعادة 135/ فواتح الاسرار 136/ فواتح الجمال 137/ فهم سلوك المعنى 138/ قاف الأنوار 139/ قبس الاقتداء 140/ قبس الأنوار 141/ قلم السرار 142/ كتاب اسراسم 143/ كتاب السفوطاس 145/ كتاب التصريف 146/ كتاب تنكلوشا 147/كتاب ثابت 148/ كتاب بليناس 149/ كتاب طمطم 150/ كتب الغين 151/ كتاب فاه باللسان 152/ كتاب كنكه 153/ كتاب كيباس 154/ كتاب اللوح 155/ كتاب الملاطيس 156/ كتاب الملكوت 157/ كتبا الهاريطوس 158/ كشف أسرار الحروف 159/ كشف أسرار المعاني 160/ كشف الاسرار 161/ كشف الإشارات 162/ كشف السر المصون 163/ كشف السر المكنون 164/ كشف الغطاء 165/ كشف المعاد 166/ الكشف الكلي 167/ كعبة الاسرار 168/ كعبة الجمال 169/ كنز الاسار 170/ كنز الالواح 171/ كنز الأنوار 172/ الكنز الباهر 173/ كنز الدرر 174/ كنز السعادة 175/ كنز القاصدين 176/ كنز المطالب 177/ الكنز المطلسم 178/ كنز كيفية الاسرار 179/ كيمياء السعادة 180/ لطائف الأسماء 181/ لطائف الإشارات 182/ لطائف الآيات 183/ اللطائف الخفية 184/ اللطائف العلوية 185/ اللطائف الفريدة 186/ لمعة الأنوار 187/ لوامع الأنوار 188/ لوامع البروق 189/ لوامع التعريف 190/ لوايح الأنوار 191/ المبادي والغايا 192/ المدخل إلى علم الحروف 193/ مشرق الأنوار 194/ المصابيح في الحروف 195/ المطلب الاسني 196/ مفتاح أبواب السعادة 197/ مفتاح الرق المنشور 198/ مفتاح الكنوز 199/ المقام الاسني 200/ منبع الأسماء 201/ مناهج الاعلام 202/ منبع الأصول 203/ منبع العلوم الربانية 204/ منهج الوهبية 205/ منية الطالب 206/ مواقف الغايات 207/ مواقيت البصائر 208/ المواهب الربانية 209/ نرجس الأسماء 210/ نزهة النفوس 211/ النسيمات القايحة 212/ النفحة القدسية 213/ نور أنوار المعارف 214/ النور اللامع 215/ وشي الأسماء 216/ الوشي المصون 217/ هداية القاصدين 218/ ياء التصريف .
وجاء أيضاً فى كتاب كشف الظنون :
ـ باب علم الألغاز / الإلماع بطرف من الانتفاع للشيخ أبي الحسن علي بن أحمد الحرالي التجيبي المتوفى 637 وهو مختصر في علم الحرف .
ـ وفى باب الدال المهملة / درة الآفاق في علم الحروف والاوفاق للشيخ عبد الرحمن البسطامي
ـ وفى باب شامل التفاسير/ رسالة الشهود في الحقائق على طريقة علم الحروف للشيخ أحمد البوني أولها الحمد لله منور القلوب الخ
ـ وفى باب شامل التفاسير /الشامل في علم الحرف للسكاكى
ـ وفى باب علم الشروط والسجلات / شمس الآفاق في علم الحروف والاوفاق للشيخ عبد الرحمن بن محمد البسطامي المتوفى سنة 858 مجلد ضخم على ترتيب الحروف أوله الحمد لله الذي اطلع شمس الحروف والاوفاق الخ
ـ وفى باب عقد التفسير / العقد المنظوم والدر المكتوم والنقد المختوم في علم الحرف للشيخ عبد الرحمن بن محمد البسطامي الحنفي المتوفى سنة 858
ـ وفى باب علم اللغز / اللمحة في علم الحروف لتقى الدين عبد الله بن على بن الحسن ذكره الكاشفى
ـ وفى باب الخاء المعجمة : خاتم الشيخ الامام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي المتوفى سنة 505 خمس وخمسمائة وهو المشهور بوفق زحل من علم الحرف وله شروح منها شرح شرف الدين أبي عبد الله بن فخر الدين عثمان بن علي المعروف بابن بنت أبي سعد أملى في مجلسين أحدهما في ثامن محرم سنة 894 أربع وتسعين وثمانمائة وسماه مستوجبة المحامد في شرح خاتم أبي حامد
وبما ذكرت لك تعلم أنَّ علم الحرف من العلوم المتعارف عليها المعمول بها عند عُلماء أمة النبى صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك لا يُأخذ هذا العلم من الكتب بل من المشائخ المتبعين الدين الثقات الراسخين المشهود لهم بالمعرفه وكمال الدين وإياك وأدعياء التصوف والدجالين فإن العلم دين فلينظر أحدكم عمّن يأخذ دينه .
هل فى الدين معارف وأســرار
وقد يأتنا من يقول أنه لايوجد فى الدين أسرار ومعارف وعلوم وأن من قال هذا يقال له أهى من الدين فإن قال نعم قيل له أنك تدعى أن رسالة النبى صلى الله عليه وسلم لم تكتمل أوكتم منها .
ولمثل هذا القائل نقول : أعلم أن دين الإسلام قد بلغه رسول الله وأتمه وتشهد له الآيه ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا ) المائدة3
جاء فى تفسير الآيه فى الجلالين : (اليوم أكملت لكم دينكم) أحكامه وفرائضه فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام (وأتممت عليكم نعمتي) بإكماله وقيل بدخول مكة آمنين (ورضيت) أي اخترت (لكم الإسلام دينا ) . أهـ
إلاّ أن الله عز وجل إختص أقواماً باسرار ومعارف وعلوم وإليك الإجابه :
هل هُناك عُلوم يختـّص الله تعالى بها بعض العباد ويهبهم أياه من فيض فضله ؟ نـعـم
قال تعالى : { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } البقرة282
وقال تعالى : {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً } الكهف 65
قال ابن القيم الجوزيه فى كتابه مدارج السالكين فى منازل إياك نعبد وإياكَ نستعين / فصل العلم اللدني / عند شرحه لعبارة الهروى: (( العلم اللدنى إسناده وجوده وإدراكه عيانه ونعته حكمه ليس بينه وبين الغيب حجاب )) قال إبن القيم : ( يشير القوم بالعلم اللدني إلى ما يحصل للعبد من غير واسطة بل بإلهام من الله وتعريف منه لعبده كما حصل للخضر عليه السلام بغير واسطة موسى قال الله تعالى: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً} [ الكهف: 65 ] ......ثم قال بعد كلام له ...... العلم اللدني ثمرة العبودية والمتابعة والصدق مع الله والإخلاص له وبذل الجهد في تلقي العلم من مشكاة رسوله وكمال الانقياد له فيفتح له من فهم الكتاب والسنة بأمر يخصه به كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد سئل: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه . فهذا هو العلم اللدني الحقيقي ...وقال أيضاً بعد كلام .... قوله: إسناده وجوده يعني: أن طريق هذا العلم: هو وجدانه كما أن طريق غيره: هو الإسناد ، وإدراكه عيانه أي إن هذا العلم لا يؤخذ بالفكر والإستنباط وإنما يؤخذ عياناً وشهوداً . إنتهى
وأعلم أخى المسلم أنَّ هذه العباره حُرّفت وزُحّزحّت عن مكانها فصل العلم اللدنى فى طبعات الوهابيه الجديده التى يسموها مُنقحه ، أو التى تجد عليها تعليقاتهم ، فأحزر التزوير وراجع الطبعات القديمه تجد ماذكرناه .
س : هل فى الدين أسرار ؟ نـعـــــــم
أوردَّ القرطبى فى كتابه الجامع لأحكام القرآن عند تفسير قوله تعالى : "الم" إختلف أهل التأويل في الحروف التي في أوائل السورة ، فقال عامر الشعبي وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين : هي سر الله في القرآن ، ولله في كل كتاب من كتبه سر. فهي من المتشابه الذي انفرد الله تعالى بعلمه ، ولا يجب أن يتكلم فيها ، ولكن نؤمن بها ونقرأ كما جاءت. وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما . . ــ وقال : وروي عن محمد بن علي الترمذي أنه قال : إن الله تعالى أودع جميع ما في تلك السورة من الأحكام والقصص في الحروف التي ذكرها في أول السورة ، ولا يعرف ذلك إلا نبي أو ولي ، ثم بيّن ذلك في جميع السورة ليفقّه الناس.
س : هل يوجد فى الدين معارف خاصه ببعض المسلمين ؟ نـعـم
نقل القرطبى فى كتابه الجامع لأحكام القرآن / تفسير سورة الطلاق : عن مجاهد ، عن ابن عباس ،
في قوله : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ ) قال : لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها.
وعن سعيد بن جبَير ، قال : قال رجل لابن عباس ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ) ... الآية ، فقال ابن عباس : ما يؤمنك أن أخبرك بها فتكفر.
فهاهو ابن عباس رضى الله عنه يُنبأنا أنه يعلم عن القرآن ما لا نعلم وأنه يكتم ذلك عنا خشية أن
لانستوعب مايقول فنكفر ، وفى مثل هذا جاء فى البخارى عن الإمام على رضى الله عنه: "حَدِّثُوا النَّاسَ بمَا يَعرِفونَ أتحِبُّونَ أَن يُكذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُه ؟".
س : هل هناك من أهل العلم الثقات المعتبرين من قال بإختصاص البعض من أمة النبى صلى الله عليه وسلم بعلوم ومعارف تخفى على غيره ؟ نـعـم
أورد إبن كثير فى تفسيره ، فى تفسير سورة الكهف : (وقوله : { مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ } أي : من الناس. قال قتادة : قال إبن عباس : أنا من القليل الذي إستثنى الله عز وجل ، كانوا سبعة ) أهـ وجاء مثله فى تفسير هذه الآيه فى إختصار نكت الماوردى للإمام العز بن عبد السلام .
إذاً فإن الله قد خصَّ قليل بمعرفة عدد أهل الكهف منهم سيدنا إبن عباس رضىَّ الله عنهما كما صرّح وهى له خصوصيه لإطلاعه على علوم مكتومه فأفهم تغنم .
ــ قال الإمام العز بن عبد السلام فى كتابه قواعد الأحكام / فصل في تفاوت الأعمال مع تساويها بإختلاف الأماكن والأزمان: ( .... قال بعد كلام .... وكذلك ما مَنّ به من المعارف والأحوال وحسن الأخلاق، لم يكن ذلك إلا فضلاً من فضله وجوداً من جوده على من يشاء من عباده . )
ــ قال الحافظ بن حجر العسقلانى فى كتابه فتح البارئ شرح البخارى / كتاب الأيمان والنذور / باب كيف كانت يمين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فى شرح حديث : ("عن عائِشة رضيَ الله عنهَا عن النبِيِّ صلّى الله عليه وسَلّم أَنّه قَال "يا أمّة محمّد واللهِ لو تعلمونَ ما أَعلَم لبكَيتم كثيرًا ولضحِكتم قليللا" )
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا" دلالة على إختصاصه بمعارف بصرية وقلبية، وقد يطلع الله عليها غيره من المُخلَصين من أمته لكن بطريق الإجمال، وأما تفاصيلها فأختص بها النبي صلى الله عليه وسلم